قد يعاني الصائمون من الإمساك خلال شهر رمضان بسبب التغيرات المفاجئة في عاداتهم الغذائية ونقص السوائل على مدار اليوم.

لا توجد دراسات علمية عن الإمساك وشهر رمضان تحديداً. ومع ذلك، فقد استكشفت دراسة أجريت عام 2017 أعراض الجهاز الهضمي (GI) التي يلاحظها الناس خلال شهر رمضان. أبلغ المشاركون في الدراسة عن زيادة في وتيرة وشدة الإمساك عند الصيام لمدة أسبوعين أو أكثر.

ما هو الإمساك؟

الإمساك هو حالة تحدث عندما يعاني الشخص من حركات أمعاء نادرة أو صعوبة في إخراج البراز. يعد الإمساك العرضي أمرًا شائعًا، ولكن يعاني بعض الأشخاص من إمساك مزمن يتعارض مع قدرتهم على أداء أنشطتهم اليومية.

الأعراض

قد تشمل أعراض الإمساك ما يلي:

  • إخراج أقل من ثلاث حركات أمعاء في الأسبوع
  • براز صلب أو جاف أو متكتل
  • البراز المؤلم لتمريره
  • الشعور كما لو أن البراز لا يمكن أن يخرج بشكل كامل من المستقيم
  • الشعور كما لو أن هناك انسدادًا في المستقيم يمنع حركة الأمعاء

متى يجب الاتصال بالطبيب؟

  • عند استمرار الإمساك بعد رمضان
  • إذا كنت تعاني بانتظام من الإمساك على مدى فترة طويلة
  • لديك انتفاخ يستمر لفترة طويلة
  • وجود دم في البراز
  • فقدان الوزن بدون محاولة
  • إذا كنت تعاني من الإمساك وتشعر بالتعب المستمر
  • إذا كنت تعاني من الإمساك مع آلام في البطن أو غثيان أو قيء
  • إذا كان لديك إمساك مزمن وتاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون

بالنسبة للعديد من الأشخاص، قد يكون الارتباط بين الإمساك وشهر رمضان بسبب التغيرات الغذائية. ومع ذلك، قد يكون التوقيت أيضًا مصادفة ويشير إلى حالة طبية، لذلك يجب على الأشخاص مناقشة أعراضهم مع الطبيب في أي من الظروف المذكورة أعلاه.

أسباب الإمساك

تختلف فترة صيام رمضان حسب الموقع الجغرافي للشخص ولكنها تستمر عادة 12 ساعة. وقد يصل إلى 22 ساعة في بعض المناطق القطبية خلال فصل الصيف.

يؤدي الصيام لعدة ساعات إلى إحداث العديد من التغييرات في الجسم، بعضها قد يفيد الصحة. يمكن أن تسبب هذه التغييرات في الجسم أيضًا العديد من الآثار الجانبية، بما في ذلك الإمساك.

تشمل العوامل التي قد تساهم في الإصابة بالإمساك خلال شهر رمضان ما يلي:

  • عدم أكل ما يكفي من الألياف

خلال شهر رمضان، قد لا يحصل الناس على ما يكفي من الألياف لأن تناولهم الغذائي يأتي من وجبة واحدة قبل شروق الشمس (السحور) ووجبة أخرى بعد غروب الشمس (الإفطار). ويمكن للأشخاص أيضًا تناول وجبة خفيفة بين الوجبتين في المساء وفي الساعات الأولى من الصباح.

  • لا توجد سوائل كافية
    الجفاف هو سبب شائع للإمساك. يؤدي الامتناع عن شرب السوائل لساعات طويلة خلال صيام شهر رمضان إلى فقدان تدريجي لمياه الجسم طوال اليوم. يلعب الماء دورًا حاسمًا في الحفاظ على الوظائف الفسيولوجية في جميع أنحاء الجسم. يشكل جسم الإنسان حوالي 55-65% مصدرًا موثوقًا للمياه. يمكن أن يؤثر نقص مياه الجسم على العديد من أجهزة الجسم، ويضعف الأداء المعرفي والجسدي، وقد يساهم في الإصابة بالإمساك. تزداد احتمالية الإصابة بالجفاف خلال شهر رمضان عندما تكون درجات الحرارة مرتفعة في الصيف أو عندما يفقد الناس السوائل من خلال العرق أثناء ممارسة الرياضة.
  • قلة النشاط البدني
    قد يواجه الأشخاص عدة عوائق تمنعهم من ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان. قد يؤدي عدم تناول أي طعام أو شراب خلال ساعات النهار إلى شعور الأشخاص بالتعب وانخفاض مستويات الطاقة. وفي المقابل، يصبح من الصعب لهم المشاركة في النشاط البدني.
  • الإفراط في تناول الطعام بعد الإفطار
    تناول الطعام بسرعة بعد الصيام يمكن أن يؤدي إلى العديد من أعراض الجهاز الهضمي، بما في ذلك آلام البطن والإمساك.
  • التغييرات الروتينية
    التغييرات في روتين الشخص يمكن أن تساهم في الإمساك. يمكن أن تؤدي التغييرات في أوقات تناول الطعام وممارسة الرياضة والنوم إلى تعطيل العمليات الداخلية التي تنظم عملية الهضم، مما قد يؤدي إلى الإمساك.

العلاج

قد ينجم الإمساك خلال شهر رمضان عن التغيرات الغذائية. قد تساعد استراتيجيات العلاج التالية في تخفيف الأعراض:

  • تناول المزيد من الألياف
    الألياف الغذائية تساعد على حركة الأمعاء والإمساك. حركة الأمعاء هي حركة الطعام من الفم عبر الحلق والمريء والمعدة والأمعاء وخارج الجسم. وفقا للمعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي (NIDDK)، يحتاج البالغون إلى حوالي 22-34 جراما من الألياف يوميا، اعتمادا على العمر والجنس. تشمل المصادر الجيدة للألياف التي يمكن تضمينها في الوجبات ما يلي:
    – الحبوب الكاملة، بما في ذلك خبز القمح الكامل والمعكرونة وحبوب النخالة ودقيق الشوفان
    – الفواكه، مثل التفاح مع القشرة، والتوت، والكمثرى، والبرتقال
    – الخضروات، مثل الكرنب، والبروكلي، والبازلاء الخضراء، والجزر
    – البقوليات، بما في ذلك العدس والفاصوليا والفاصوليا السوداء والحمص وفول الصويا
    – المكسرات، مثل الفول السوداني، وجوز البقان، واللوز

يمكن للناس إضافة الألياف إلى نظامهم الغذائي ببطء حتى يتكيف جسمهم مع التغيير.

شرب كمية كافية من الماء

يمكن للناس استغلال الوقت بعد غروب الشمس وقبل شروق الشمس خلال شهر رمضان لإعادة الترطيب. قد يجدون أنه من المفيد الاحتفاظ بزجاجة ماء بجانب سريرهم حتى يتمكنوا من الشرب طوال الليل.

لدى خبراء الصحة آراء مختلفة حول توصيات السوائل اليومية. قررت الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب في عام 2004 أن كمية السوائل الكافية يوميًا تبلغ حوالي 15.5 كوبًا (3.7 لترًا) للذكور و11.5 كوبًا (2.7 لترًا) للإناث.

تشمل هذه الأرقام السوائل من الماء والمشروبات الأخرى والأطعمة. ما يقرب من 20٪ من السوائل اليومية تأتي عادة من الطعام، والباقي من المشروبات.

من المهم عدم شرب الكثير من الماء بسرعة كبيرة بعد الإفطار. قد يؤدي الإفراط في شرب الماء إلى زيادة التبول وقد يخفف من تركيزات الصوديوم في الدم، مما يسبب نقص صوديوم الدم.

على الرغم من أنها حالة نادرة، إلا أن نقص صوديوم الدم يحدث عندما يؤدي تناول الكثير من الماء إلى تخفيف مستويات الصوديوم، مما يؤدي إلى انتقال الماء إلى خلايا الجسم والتسبب في تضخمها. يمكن أن يؤدي هذا التورم إلى العديد من المشاكل الصحية، التي تتراوح بين الخفيفة والمهددة للحياة.

التمارين الرياضية

تساعد التمارين الرياضية على التحكم في الإمساك. لا يعرف الباحثون بالضبط كيف يساعد ذلك، لكنهم يقترحون أن التمارين الرياضية قد تساعد في نقل الفضلات عبر الجهاز الهضمي عن طريق تحفيز العصب المبهم Vagus Nerve، وتقليل تدفق الدم إلى الجهاز الهضمي، وزيادة هرمونات الجهاز الهضمي.

النشاط البدني الذي يتضمن الارتداد والجاذبية وتقلص عضلات البطن قد يوفر أيضًا تحفيزًا ميكانيكيًا يساعد على تحرك البراز إلى المستقيم.

توصي إرشادات النشاط البدني للأمريكيين بممارسة 150-300 دقيقة من النشاط البدني المعتدل الشدة أسبوعيًا. يفضل بعض الأشخاص القيام بهذا النشاط قبل الإفطار مباشرة أو بين الإفطار والسحور للتجديد وإعادة الترطيب بعد جلسة التمرين. يميل هذا الوقت من اليوم أيضًا إلى أن يكون أكثر برودة لتقليل الماء المفقود من خلال العرق.

قد يحتاج بعض الأشخاص الذين يتدربون بانتظام إلى ضبط شدة وتكرار وتوقيت التدريبات الأسبوعية خلال شهر رمضان. هذه التغييرات يمكن أن تساعد الجسم على التكيف، خاصة في الأسبوع الأول من الصيام.

الأدوية

قد يعاني بعض الأشخاص من الإمساك بسبب عوامل أخرى، أو الإمساك المزمن الذي يستمر لعدة أسابيع أو أكثر. في هذه الحالات، قد يحتاج الناس إلى دواء لتخفيف الإمساك.

يمتنع الصائم عن تناول الأدوية عن طريق الفم بين الفجر والمغرب خلال شهر رمضان. ومع ذلك، تتوفر العديد من الملينات والأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية والتي يمكن للأشخاص تناولها مرة واحدة يوميًا خلال الساعات المسموح بها.

يمكن للناس مناقشة الأدوية والاستراتيجيات الموصى بها مع أخصائي الرعاية الصحية.

الوقاية من الإمساك في شهر رمضان

يمكن للناس اتخاذ خطوات لمنع الإمساك خلال شهر رمضان. قد تشمل الاستراتيجيات ما يلي:

  • تجنب أو قلل من الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الملح أو القليل من الألياف أو لا تحتوي عليها، مثل:
    رقائق الشيبس
    اللحمة
    الأطعمة المقلية أو السريعة
    الأطعمة المصنعة، مثل بعض وجبات العشاء التي يمكن وضعها في الميكروويف
    الأطعمة الجاهزة، بما في ذلك الوجبات المجمدة والأطعمة الخفيفة
  • تناول الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، لتحسين وظيفة الأمعاء.
  • شرب كمية كافية من الماء بين السحور والإفطار وخلال فترة عدم الصيام. فكر في دمج الأطعمة التالية التي تحتوي على الماء في وجبة المساء لإعادة الترطيب بعد الصيام:
    البطيخ
    الشمام
    الخيار
    الطماطم
    الفراولة
    الكوسة
    الحساء
  • منع الجفاف والإمساك في الموسم الأكثر دفئا من خلال ارتداء طبقات خفيفة لتبقى باردة وتجنب أشعة الشمس المباشرة.
  • تجنب شرب الكثير من المشروبات التي تحتوي على الكافيين. المشروبات التي تحتوي على الكافيين يمكن أن تسبب فقدان السوائل والملح.
  • استمر في التحرك لتخفيف حركات الأمعاء وإبقائها منتظمة. المشي لمدة 10-15 دقيقة عدة مرات يوميًا يمكن أن يساعد في الحفاظ على عمل الجهاز الهضمي. بالنسبة للأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام، يمكن لتمارين القلب مثل الجري أو الرقص أو السباحة أن تحفز الأمعاء. قد تساعد اليوغا في تحريك البراز عبر الأمعاء أيضًا.
  • تجنب الإفراط في تناول الطعام أو تناول الطعام بسرعة كبيرة بعد الإفطار. يمكن للناس أن يفطروا بوجبة خفيفة وسهلة الهضم، مثل ثلاث تمرات مع الماء أو الحليب، أو كوب واحد من حساء الخضار، قبل صلاة العشاء للمساعدة في عودة مستويات السكر في الدم إلى وضعها الطبيعي وتقليل الشهية أثناء الوجبة الرئيسية.
  • لا تفوت وجبة السحور. يؤدي تخطي الوجبة الأولى في اليوم إلى زيادة مدة الصيام، مما قد يساهم في الجفاف والإمساك والتعب.
  • حاول أن تقوم بالتبرز (الإخراج) في نفس الوقت كل يوم. حدد وقتًا من اليوم لتشجيع حركة الأمعاء، ولا تقاوم الرغبة في التبرز كثيرًا. مقاومة الرغبة في حركات الأمعاء يمكن أن تؤدي إلى الإمساك.