تعد الحمل وتكوين العائلة من أكثر التجارب المهمة والمثيرة في حياة الأزواج. واحدة من الاستراتيجيات الأساسية لزيادة فرص الحمل بطرق طبيعية تكمن في توقيت العلاقة الجنسية بشكل دقيق. فهناك فترة معينة في كل دورة شهرية تعرف بفترة التبويض، وهي الفترة التي يكون فيها البويضة جاهزة لتلقيح الحيوانات المنوية. توجيه العلاقة الجنسية لتتزامن مع فترة التبويض يعتبر عاملاً حاسمًا في زيادة فرص الحمل، وفي هذا المقال سنستكشف أهمية توقيت العلاقة الجنسية وتأثيرها على فرص الحمل

ما هو التبويض وفترة التبويض؟
التبويض هو عملية تحرر البويضة من المبيض، وهي الخطوة الأساسية للتخصيب وتكوين الحمل. يحدث التبويض عادة في منتصف دورة شهرية، وهذه الفترة تُعرف بفترة التبويض. تستمر فترة التبويض لمدة قصيرة، تتراوح عادة بين 12 إلى 24 ساعة فقط، وخلال هذه الفترة يمكن للبويضة أن تكون جاهزة للتلقيح.

:أهمية توقيت العلاقة الجنسية

توجيه العلاقة الجنسية لتتزامن مع فترة التبويض يزيد من فرص الحمل بشكل كبير. يعود ذلك إلى أن الحيوانات المنوية يمكن أن تعيش في جسم المرأة لفترة تصل إلى 5 يومين تقريبًا، بينما تكون البويضة جاهزة للتلقيح لمدة قصيرة. بالتالي، إذا تمت العلاقة الجنسية قبل فترة التبويض بيومين إلى 5 أيام، يمكن للحيوانات المنوية البقاء في جسم المرأة حتى يتم تحرير البويضة ويكون هناك فرصة جيدة لحدوث التلقيح

:كيفية تحديد فترة التبويض

:هناك عدة طرق لتحديد فترة التبويض وتوجيه العلاقة الجنسية بشكل مناسب

مراقبة درجة حرارة الجسم الأساسية
مراقبة درجة حرارة الجسم الأساسية (BBT) هي إحدى الطرق التي يمكن استخدامها لتحديد فترة التبويض وتوقي العلاقة الجنسية بشكل أكثر دقة لزيادة فرص الحمل. الدرجة الحرارية الأساسية تعني درجة حرارة جسمك عند الاستيقاظ صباحاً قبل القيام بأي نشاط. هذه الطريقة تعتمد على تتبع التغيرات الصغيرة في درجة حرارة جسمك على مر الوقت

يف تعمل مراقبة BBT:

  1. استخدام ترمومتر خاص: يستخدم ترمومتر رقمي خاص لقياس درجة حرارة الجسم الأساسية. يجب قياس درجة الحرارة في نفس الوقت كل يوم، وذلك عند الاستيقاظ في الصباح قبل أن تقوم بالنشاط أو الحركة.
  2. تسجيل القراءات يومياً: يجب تسجيل درجة حرارة جسمك يومياً في وقت محدد على مدار شهر كامل على ورقة أو تطبيق مخصص لهذا الغرض.
  3. تحليل النمط: بعد أسبوعين من التسجيل، ستلاحظين زيادة طفيفة في درجة حرارة جسمك بعد فترة التبويض. هذا يشير إلى أن البويضة تم تحريرها وأن فترة التبويض قد مرت.

ماذا تعني التغيرات في BBT:

  • قبل التبويض: تكون درجة حرارة جسمك معتدلة وثابتة خلال الفترة الأولى من الدورة الشهرية.
  • أثناء التبويض: بعد التبويض، يحدث ارتفاع طفيف في درجة حرارة جسمك بسبب إفراز هرمون البروجستيرون. هذا الارتفاع يمكن أن يستمر حتى نهاية الدورة الشهرية.
  • قبل الحيض: إذا لم يحدث حمل، ستبدأ درجة حرارة جسمك في الانخفاض مجدداً قبل بدء الحيض.

التحديات:

  • هذه الطريقة تحتاج إلى انتظام والالتزام بقياس الحرارة في نفس الوقت كل يوم.
  • لا تكون دقة هذه الطريقة عالية للغاية وقد تتأثر بالعديد من العوامل مثل تقلبات النوم، السفر، الإجهاد، والمرض.

بشكل عام، مراقبة درجة حرارة الجسم الأساسية يمكن أن تكون طريقة مفيدة إذا تم استخدامها بتنسيق مع طرق أخرى لتحديد فترة التبويض، مثل اختبارات التبويض أو مراقبة مخاط الرحم.

:استخدام أدوات توقيت التبويض

أدوات توقيت التبويض هي مجموعة من الأدوات والاختبارات التي تساعد النساء على تحديد فترة التبويض بدقة أكبر. هذه الأدوات تعمل على تحديد لحظة التحرر البويضي والتوقيت المثالي للعلاقة الجنسية لزيادة فرص الحمل. إليك بعض أمثلة على أدوات توقيت التبويض

  1. شرطة اختبار التبويض: هذه الأشرطة القائمة على قياس هرمون التبويض (LH) في البول. يزيد إفراز هرمون التبويض قبل حدوث التبويض بحوالي 24-48 ساعة، وبالتالي يمكن استخدام هذه الأشرطة لتوقع فترة التبويض وتحديد الوقت المثالي للعلاقة الجنسية.
  2. جهاز مراقبة التبويض: هذه الأجهزة الرقمية تستخدم لقياس هرمون التبويض وغالبًا تحتوي على شاشة لعرض النتائج بشكل دقيق. يمكن تخصيص هذه الأجهزة وفقًا للدورة الشهرية الفردية وتقديم توقعات لفترة التبويض.
  3. مراقبة البويضات باستخدام الموجات فوق الصوتية: يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية (Ultrasound) لمراقبة نمو البويضات في المبايض. هذا النوع من المراقبة يساعد في تحديد توقيت التبويض بدقة وتقديم توجيهات دقيقة للعلاقة الجنسية.
  4. تطبيقات الهواتف الذكية: هناك تطبيقات متعددة تهدف إلى توقيت التبويض وتتيح للنساء تسجيل درجات حرارة الجسم الأساسية، ومراقبة الأعراض، واستخدام البيانات لتحديد فترة التبويض.
  5. قاعدة توقيت التبويض: تعتمد على تقدير الفترة المتوقعة لحدوث التبويض بناءً على طول الدورة الشهرية ومتوسط فترة التبويض. تساعد هذه الطريقة في تقدير الوقت المناسب للعلاقة الجنسية.
  6. استخدام الرقم السري للدورة الشهرية: يعتمد على حساب الرقم السري للدورة الشهرية (مجموع عدد الأيام في الدورة الشهرية ويوم بداية الدورة الأخيرة) لتحديد فترة التبويض المتوقعة.

    مراقبة تغيرات مخاط الرحم

    مراقبة تغيرات مخاط الرحم هي طريقة أخرى تستخدم لتحديد فترة التبويض وزيادة فرص الحمل. تغيرات مخاط الرحم تعكس التغيرات في نوع وكمية المخاط المهبلي الذي يفرزه الرحم أثناء دورة الحيض، وهذه التغيرات تنعكس على نمطه وقوامه. إليك كيفية مراقبة تغيرات مخاط الرحم لتوقيت التبويض

    1. تغير في القوام والملمس: خلال فترة ما بعد الحيض، يكون المخاط المهبلي قاسيًا وجافًا. عندما يقترب موعد التبويض، يبدأ المخاط بالتغير، حيث يصبح أكثر شفافية ورقة في الملمس، وقد يشبه ملمس البياض البيضاء البيضاء.
    2. زيادة في الكمية: بالقرب من فترة التبويض، يزداد إفراز المخاط المهبلي في الأيام القليلة التي تسبق التبويض. يمكن أن يصبح المخاط مشابهًا للبياض البيضاء في الكمية.
    3. مرونة في الشكل: عندما تقترب فترة التبويض، يصبح المخاط أكثر مرونة ويمكنك سحبه بين إصبعيك بسهولة دون أن ينقطع. هذه المرونة تساعد الحيوانات المنوية على التحرك بسهولة نحو البويضة.
    4. انعدام الشفافية: بعد التبويض، يعود المخاط إلى أن يصبح أكثر غير شفافية وأقل لزوجة، وذلك بعد أن يمر فترة التبويض.

    لتتبع تغيرات مخاط الرحم بدقة، يجب عليك تسجيل اللون والقوام والملمس والكمية يوميًا. تتطلب هذه الطريقة توجيه دقيق ومهارة في التفريق بين التغيرات المختلفة. بالإضافة إلى مراقبة مخاط الرحم، قد يكون من المفيد مزامنتها مع طرق أخرى مثل اختبارات التبويض لزيادة دقة تحديد فترة التبويض وتوقيت العلاقة الجنسية

    في ختام هذا المقال، ندرك جميعًا أهمية الحمل والأمومة في حياة الكثير من الأزواج. ومن هنا تبرز أهمية توقيت العلاقة الجنسية كأداة حاسمة في زيادة فرص الحمل بطريقة طبيعية وصحية. إن تحديد الوقت المثالي للعلاقة الجنسية بناءً على دورة الحيض وفترة التبويض يمكن أن يلعب دورًا كبيرًا في تحقيق الحمل.